شريط الاخبار

قائمة
يتم التشغيل بواسطة Blogger.

رحبة الميادين . . أول كتاب يوثق تاريخ قلعة ومدينة

مدينة الرحبة "الميادين "عريقة في القدم يرتقي تاريخها إلى القرن العشرين قبل الميلاد أسسها الآراميون الذي يمتدون إلى آرام بن سام بن نوح عليه السلام .بانيها الملك نينوس بن بلوس مؤسس مدينة نينوى .



لفظة الرحبة سامية قديمة تعني الرحابة والوسع وهي مسقط رأس أحد ملوك آدوم حسبما ذكر في التوراة .‏
ومن ملوك آدوم "بالغ بن بعور ويعتبر الملك سملة الخامس في هذه السلسلة وحين موته ملك شاول الأول وهو من رحبوت النهر وسميت الرحبة «آرام بيت رحوب».‏
تقع الرحبة «الميادين » على الضفة اليمنى لنهر الفرات تبعد عن دير الزور 45كم جنوبا تنعشها البادية السورية بالهواء الغربي والنسمات العليلة وتتعرض للبرد شتاء يهب إليها من سيبيرية وتتعرض لرياح الخماسين القادمة من أفريقيا .‏
أما قلعة الرحبة تقع على مسافة (5)كم غرب المدينة باتجاه البادية السورية على الضفة اليمنى لنهر الفرات وسط سهل زراعي خصب تعتبر من أهم المواقع الأثرية والمدن التي اشتهرت بوادي الفرات في العهدين الآرامي والعباسي وتمتعت بمنزلة رفيعة في تاريخها القديم بين قلاع الآراميين وجمعت خصائص المنشآت العسكرية المنيعة ، وعندما نتكلم عن المدينة والقلعة إنما نتكلم عن تاريخ وحياة سياسية واجتماعية وثقافية وعلمية وعن أشخاص اثروا وتركوا أثارا لأجيال من بعدهم مدينة وقلعة لم يأتيا من فراغ ومن محض الصدفة تفرض علينا البحث والتقصي والنبش في بطون الكتب وتقليب كل حجارة للحصول على وثائق ومستندات وصكوك تثبت تاريخ مدينة وما بين الجمع والبحث والتقصي وبالتعاون مع مديرية الآثار في دير الزور ودمشق ومركز التوثيق التاريخي بدمشق (الدكتور عمار السمر ) ومكتبة الأسد والحوليات والمراكز الثقافية في الميادين وحلب ودمشق ودير الزور والمكتبة الظاهرية والسفر إلى تركيا للحصول على وثائق‏
بدأت رحلة تأليف كتاب "رحبة الميادين تاريخ قلعة ومدينة " للباحث جاسم محمد الهويدي الذي استهوته الكتابة عن بلدة رحوبوت النهر المذكورة في التوراة أو « فرضة نعم » ونعم زوجة أحد الملوك الحميريين الذين ملكوا الأرض ووصل إلى الهند والسند بملكه وتعتبر الرحبة نهاية البلاد العراقية وعقدة المواصلات بين الشرق والغرب‏
رحلة إلى الماضي تعود بنا إلى تاريخ مدينة لا تزال تزهو بتاريخهاوتفخر 0‏
عن الكتاب وفصوله يحدثنا الباحث جاسم الهويدي قائلا:‏
يتألف الكتاب من ثلاثة فصول :‏
الأول يتحدث عن رحبة الميادين ما قبل الإسلام‏
الثاني عن العصر العباسي الزاهي‏
الثالث عن المدينة من العهد العثماني حتى الوقت الحاضر‏
أما الفصل الأول يشمل بناء المدينة - الحصن - القلعة‏
وكيف زودت هذه المدينة دمشق بــــ20 ألف مقاتل عسكري أيام الآراميين ورفدت حلب أيام «ذكا » بالعساكر وكذلك بغداد كما يشمل الحديث عن القبائل العربية التي استوطنت رحوبوت النهر ومنها تغلب وكانت ديانتهم النصرانية وما زالت آثار تغلب عند جبل البشري أيضا الحديث عن الأديرة دير حنظلة جنوب رحبة الميادين والأقرب أن يكون «محكان » حسب بطون الكتب ثم ينتقل للحديث عن‏
مرحلة الأشوريين وتدميرهم للرحبة ضمن خطة فتوحاتهم ووصولهم إلى ليبيا‏
أما الحصن أي القلعة يتألف من ثلاثة ادوار وسوران داخلي وخارجي طول‏
السور 274م وطول الضلع الغربي (95م)ويتضمن مكامن للرماية وطول السور‏
الداخلي 137م أما مدخل القلعة من الجهة الغربية كان له جسرا خشبيا يرفع ليلا‏
وفيها مستودعات في الطابق الأرضي وخزان ماء ونهر سعيد الخير الأموي الذي يتفرع من نهر الفرات عند موحسن وقبلها يدور حول القلعة وينزل إلى دالية مالك بن طوق " القورية " وسعيد الأموي أخ الوليد بن عبد الملك .‏
تناول أيضا سور الميادين الذي يشكل نصف دائري من الغراف إلى غرب ثانوية عبد النعم رياض إلى جفر حندي إلى منزل عبد القادر الهويدي ثم يصعد شمالا باتجاه شرق السرايا الى مدرسة زبيدة إلى العلوة باتجاه النهر وله ابراج كثيرة وهو سور صخري جصي له باب يسمى باب بغداد .‏
اما القرى جوار الرحبة ومنها برطوبة «الرغيب حاليا» وفيه رغيبة الزاهد - روحا - شينون - الدالية - عين اباغ «عين علي »-، ثم الحديث عن اصل التسمية والمزارات الموجودة «الشبلي - السريج - الشيخ انس - العنانات - الذيبيات »‏
الفصل الثاني تطرق للكلام عن حكم الرحبة من قبل مالك بن طوق حيث حكمها اربعون عاما ومن بعده ابنه أحمد اقتطعها من هارون الرشيد كما تذكر بعض الروايات ورممها وازدهرت في عهده . يذكر ان اكثر من ستين وال تولى الرحبة منهم القرامطة- محمد بن رائق - افتكين التركي - أحمد بن محكان- صالح بن مرداس - اسد الدين شيركوه - والمماليك.‏
اصاب الرحبة ثلاثة زلازل عام 1157م ودمرها تدميرا شاملا أما طريق بريد الرحبة فكان الخيال ينطلق من الرحبة ليصل الى الكواثل يسلم الخبر لخيال ثان ومنه الى كباجب- السخنة -أرك - تدمر- القطنة- الرحيبة- القطيفة - دمشق ليصل اخيرا الى الظاهر بيبرس الذي اوصى جنوده باعلامه بأخبار بلاده قبل نومه‏
بعد ان خربت المدينة ودمرت نقل شيركوه بن احمد شيركوه الاهالي الى مدينة جديدة تحت أسوار القلعة وبنى لهم رحبة جديدة بقوا فيها حوالي 400سنة ويزيد‏
ولكن بعد انحسار نهر سعيد الاموي نزل الاهالي من جوار الحصن الى الميادين وديرالزور وقسم الى العشارة 0‏
أيضا تناول الكتاب الرحالة الذين مروا الرحبة مابين عام 500م و1900م والحديث عن الحركة العلمية والثقافية في الرحبة والجدير بالذكر ان الميادين أول من عرفت الحبر الاحمر والاسود اما ابن صاعد الحسن الرحبي اهم علماء العرب في القرن الخامس الهجري ذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق وبروكلمان في مخطوطاته في المانيا يعتبرأول من اخترع قلم الحبر0‏
الفصل الثالث يتحدث عن العهد العثماني والى اليوم ثم الحديث عن الميادين ومدارسها وأدبائها وعلمائها واسواقها ومخاتيرها ورؤساء البلدية والحركة العلمية والرياضية والفنية - شهداء- دواوين - مساجد - شعراء- عادات وتقاليد0‏

كتاب من العنوان حتى الفهرس يعتبر أول وثيقة رسمية تتحدث عن تاريخ مدينة وقلعة وتشمل الحياة الاجتماعية والثقافية والتراثية .‏
المصدر : جريدة الفرات .

شارك :

الكاتب تنسيقية الميادين

هناك تعليق واحد في ''رحبة الميادين . . أول كتاب يوثق تاريخ قلعة ومدينة"

اضف تعليق

  • لمشاهدة الإبتسامات اضغط على مشاهدة الإبتسامات
  • لإضافة كود معين ضع الكود بين الوسمين [pre]code here[/pre]
  • لإضافة صورة ضع الرابط بين الوسمين [img]IMAGE-URL-HERE[/img]
  • لإضافة فيديو يوتيوب فقط قم بلصق رابط الفيديو مثل http://www.youtube.com/watch?v=0x_gnfpL3RM